Gaza Mon Amour

Audience Reviews

View All (1)

Audience Member غزة مونامور.. كيف يظهر الفيلم الاحتلال والخراب بالحب لا الحرب؟ كتبت/ ضحى الورداني تعرضت غزة المحتلة من قبل الإحتلال الإسرائيلي للقصف لمدة أحد عشر يوما بداية من الأسبوع الثاني لشهر مايو، ولم يتوقف القصف إلا بعد تدخل الحكومة المصرية التي طالبت بتوقف الطرفين عن إطلاق النيران. مثل هذه الأجواء تكون تربة خصبة للأفلام الوثائقية الخاصة بوضع الشعب الفلسطيني المحتل وكذلك يلجأ بعض المخرجين لأخذ مثل هذه اللقطات ووضعها داخل أفلامهم الروائية بطرق متعددة لطرح قضيتهم الخاصة. ولكن سبق للأخوة المخرجان طرزان وعرب ناصر اللجوء لأكثر الطرق ذكاء في فيلم "غزة مونامور" عن طريق كسر الصورة النمطية لمدينة عزة التي أعتاد ظهورها محتلة ومدمرة ومخربة. الفيلم من بطولة "سليم الضو، هيام عباس، مايسة عبدالهادي، جورج اسكندر، منال عواد وهيثم العمري". فيلم غزة مونامور حصد عدة جوائز دولية وعربية خلال مسيرته ومنها جائزة اتحاد دعم السينما الاسيوية (نيتباك) من مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وجائزة أفضل فيلم عربي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وتنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقات الدولية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان أنطاليا السينمائي، وجائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو من مهرجان بلد الوليد السينمائي الدولي، فضلا عن كونه الفيلم الذي مثل دولة فلسطين في الأوسكار. تدور أحداث الفيلم في غزة حيث عيسى صائد وبائع السمك الستيني يقع في حب جارته الأرملة سهام، ولكن قبل أن يصرح لها بحبه وفي إحدى رحلات الصيد يعثر على تمثالا أثريا ضخما عالقا في شبكته، يقوم بإخفائه في منزله ولكن عند محاولته لبيعه تكتشف السلطات الأمر وتنكشف هوية التمثال بأنه تمثال الإله أبوللو ويقع عيسى في المشاكل التي تعطل قصة حبه وتدخله في الكثير من المفارقات والمواقف. الفيلم مقتبس عن قصة حقيقية حدثت بالفعل في بلدة "دير البلح" بغزة عام 2014، حيث عثر أحد الصيادين على تمثال أثري مصنوع من البرونز للإله أبوللو في قلب البحر، وعندما حاول الصياد أن يخبئ التمثال من أجل عرضه للبيع على أحد تجار الذهب بغزة، عملت منظمة حماس بالأمر فقامت بمصادرة التمثال، ثم بدأت المنظمة هي أيضا بالبحث عن مشتري للتمثال، ولكن حتى الآن لا أحد يعرف ما حدث بعد ذلك للتمثال ولا أين هو! في غزة كل شيء ممكن، حتى الحب وسط الدمار. يجد المشاهد أن الخط الرئيسي للفيلم هو قصة حب عيسى وسهام التي يتم تعطيلها من قِبل إله الحب نفسه، أبوللو، إله متعدد الألقاب والوظائف، فهو إله الشمس، وإله لكل ما هو خيّر وجميل وساطع، كاحترام القانون وإسعاد الناس وشفاء المرضى وتطهير المذنبين، وايضا إله للحب والشعر والموسيقى. تلك مفارقة وخفة ظل، ولكنه لم يمنعه كليا، فقط جعله الأخوة ناصر يعرقل حب عيسى وسهام قليلا حتى يظهر للمتفرج فساد النظام من حولهما بصورة ذكية تكسر الصورة النمطية لمدينة غزة، فأحداث الفيلم تدور في أماكن بعينها وهي البحر ذو المساحة المحددة للصيد بغزة والسوق ومركز الشرطة والشارع ومنزل عيسى ومنزل سهام، وجميع هذه الأماكن أظهرت الوضع الفلسطيني دون الحاجة إلى مشاهد الحروب وصور القتلى والمنازل المحطمة والخطب الرنانة. الظهور الأول لسهام وابنتها كان في المنزل، حيث تحمل سهام الشمع أثناء تحركها لغرفة ابنتها حتى تأخذ ملابسها المتسخة، تتحرك سهام داخل المنزل بسهولة في الظلام الشديد وإضاءة الشموع الخافتة مما يؤكد ان انقطاع الكهرباء ليس بالأمر الجديد بل هو أمر معتاد يوميا، فالكهرباء لا تصل المنازل سوى ساعات محدودة في اليوم، وبالطبع منزل سهام هو إنعكاس مرآوي لباقية منازل أهالي غزة. أيضا علمنا بمعاناة عيسى من الأمر نفسه خلال جداله مع محصل الكهرباء. انقطاع الكهرباء ليس المعضلة الوحيدة التي يواجهها سكان غزة بل الغلاء والفقر كذلك الأمر الذي انعكس على الباعة فتسبب في خسائرهم ونقص العمالة، وهو الأمر الذي زاد من رغبة الشاب صديق عيسى المقرب للهجرة خارج غزة بطريقة غير شرعية. لجأ الأخوة ناصر لطرح حماس بشكل مميز وهو إنعكاسهم على حياة المواطنين دون الحاجة لإراقة الدماء، فمنذ اللقطات الأولى للفيلم نجد الرسم الجرافيتي على جدران غزة لدعم حركة حماس من خلال شعاراتهم الخاصة ورسمة أحدهم يرتدي الزي الخاص بهم يحمل سلاح آلي وبجانبه شعارات تدعمهم.ايضا الخطاب التلفزيوني الذي نستمع إليه مع عيسى أثناء تقطيعه للأسماك داخل منزله، واللقاء الأول بين عيسى والشرطي عندما أرغمه بلطف على الركوب معه من أجل إيصاله إلى السوق من أجل محاولة التحقيق معه بشكل غير رسمي بحكم السلطة المخولة إليه لا أكثر وخلال جلوسه معه يقول له أن رائحة عطره أفقدت الفلافل الرائحة والمذاق، وهو اسقاط على حركة حماس التي تحرم استخدام العطور، ايضا عندما يقوم موظف الآثار بعمل تقرير حول التمثال داخل قسم الشرطة يمنعه الشرطي من تسميه التمثال "بالإله أبوللو" ويجعله "أبوللو" فقط لأنه يمنع استخدام صفة الله عز وجل في الأصنام. حماس ليست الجماعات التي تقتل الشعوب فقط بل هي الجماعات التي تحرم وتكفر كما تشاء وبالتالي تنعكس منهم بعض المفاهيم لدي الشعب العادي كرؤية غير المحجبة على أنها سهلة المنال وهذه رؤية شقيقة عيسى لأبنة سهام، المفارقات الكوميدية التي أضافها الأخوان لشقيقة عيسى تصيب الجمهور بالضحك رغم جديتها أثناء الحديث، فعند القبض عليه بسبب تمثال أبوللو لا تقوم بمواساته بل تخبره أن ما حدث هو عقاب له من عند الله بل وانه الصواب والأفضل له لأن الملائكة لا تدخل البيوت التي يوجد بها تماثيل! أما المشهد المفضل فهو طريقة جلب النساء له إلى منزله من أجل اختيار الزوجة الأنسب وعليه تُلزم المنتقبات برفع النقاب من أجل الرؤية الشرعية. نحن لا نرى حماس كحركة ولكنها نراها في جميع أجزاء الفيلم. السياسة تحضر في الفيلم بقوة بصورة طبيعية وكأنه الواقع المعتاد عند أهالي غزة فحركة حماس أحدهم ولكن الطامة الكبرى هي الاحتلال الإسرائيلي ولهذا نستمع دائما لصوت الطائرات التي تحلق بدون طيار في شريط الصوت خلال الأحداث دون أن نراها ولكن طنينها المزعج يلاحق حديث السكان دائما، كذلك تجمع أهالي غزة في الشارع وفرحتهم بصناعة "صاروخ" ويقول أحد الشباب لعيسى انه الحل الأمر للرد عليهم اذا قاموا بضربهم سيقوموا بالرد عليهم بهذا الصاروخ، والحقيقة انها مفارقة ساخرة ان يجتمع سكان غزة ويقيموا الأفراح من أجل صاروخ واحد في حين أن الكيان الصهيوني يقصفهم بأقوى الصواريخ وأشد الأسلحة خطورة. يمتاز الفيلم ايضا بصورة سينمائية موظفة بشكل جيد وظاهر للجميع، فاللون الآزرق القاتم أثناء انقطاع الكهرباء داخل المنازل ينقل لنا حالة الكآبة اليومية وقسوة الحياة داخل المنازل، غير ان الإضاءة الخافتة غلبت على مشاهد الفيلم ذو التصوير الليلي لتضيف ايضا نوعا من الغموض لأبطال الفيلم، وعلى النقيض اللون الأحمر الذي يظهر لنا في المشاهد الحميمية لعيسى فالأحمر هو لون الرغبة والإيروتيكية وايضا الدم، مفارقات الفيلم مصنوعة بذكاء شديد. ساهمت موسيقى الفيلم في خلق حالة المفارقة واظهار مشاعر الحب بشكل كبير، خاصة عندما لجأ الأخوة طرزان لأوبرا "لابوهيم LA BOHEME" للموسيقار الإيطالي الشهير "جاكومو بوتشيني Giacomo Puccini" والتي يمكن أن نلاحظ وجود تماس بينها وبين الفيلم، تنقسم اوبرا لابوهيم إلى أربعة فصول وتدور أحداثها في باريس العاصمة الفرنسية وتعرض لنا الحياة اليومية للفنانين والمبدعين الذين يلتقون في المقاهي لتبادل الآراء الفكرية والسياسية في القرن التاسع عشر، وفي نهاية الفصل الأول يظهر رودلفو وحيدا عقب رحيل أصدقاؤه وحينها تظهر جارته الجميلة ميمي التي تفقد مفتاح شقتها بسبب الظلام الحالك الذي خلفته الرياح بإطفاء شمعتها فظل رودلفو معها ومن هنا يبدأ الحب في وضع بذوره داخلهما. الأمر الذي يقترب في علاقة حب عيسى وسهام ومحاولته إظهار مشاعره لها والحديث معها عن طريق العديد من المفارقات الطريفة داخل الفيلم، ولكن نهاية الأوبرا الحزينة تختلف عن نهاية الفيلم التي امتازت بخفة ظل تناسب طبيعة الفيلم وغزة القادرة على الحب والفرح حتى في ظل الحصار. ينظر للفنان البوهيمي بأنه شخص لا يكترث بصيحات الموضة وكل ما هو تقليدي بل واحيانا يعتقد البعض انه لا يهتم بالمظهر الخارجي ولا يعبأ بآراء المحيطين به، والحقيقة نرى في شخصية عيسى الكثير من ذلك فملابسه داخل المنزل ليست منظمة الألوان أو منتقاه ولكن تحركه بها داخل المنزل يبعث حالة من الارتياح والبساطة، فضلا عن عدم اكتراثه رؤية شقيقته لحبيبته سهام، وايضا طريقة تعامله مع الشرطي خاصة عندما سأله عن الجزء المفقود من التمثال وهو القضيب المنتصب الذي كسره بالخطأ اثناء نقل التمثال. لأبطال الفيلم نصيب من اسمه "مونامور" حب بالفرنسية، ولكن اسم الفيلم ايضا يذكرنا بفيلم "هيروشيما حبي Hiroshima, Mon Amour" للمخرج الفرنسي "آلان رينيه" وكتابة "مارغريت دوراس"، الفيلم الذي يعد أيقونة من ايقونات السينما الفرنسية والذي يتعرض هو أيضا "الحب رغم الدمار" والذي يظهر بوضوح انه الخط الذي قرر منه الأخوان ناصر كتابة فيلم "غزة مونامور" الذي تختلف أحداثه بالكامل عن الفرنسي. Rated 4.5/5 Stars •  Rated 4.5 out of 5 stars 02/01/23 Full Review Read all reviews

Gaza Mon Amour

My Rating

Read More Read Less POST RATING WRITE A REVIEW EDIT REVIEW

Most Popular at Home Now